مع شروق الشمس وفي السابعة صباحًا .. في يوم عطلة رسمية.. قمت بجولة سياحية جديدة علي أرض المحروسة … من ميدان الكيت كات ومنطقة العجوزة .. عبرنا أحد الكباري التاريخية .. الذي أنشئ في عهد الخديو إسماعيل ..وسمي بكوبري البحر الأعمي .. لأن الجانب الغربي للنيل لم يكن موجودًا علي الدوام .. ولكن كان يمتليء وقت الفيضان ثم يجف .. ثم أطلق علي هذا الكوبري اسم كوبرى بديعة لقربة من فندق الفنانة بديعة مصابني .. وهو فندق شيراتون القاهرة الآن.. ثم تغير الإسم إلي كوبري الإنجليز لقربه من معسكرات القوات البريطانية التي كانت متواجدة في منطقة قصر النيل آنذاك … حتي إذا قامت ثورة يوليو 1952م أطلق علي الكوبرى الأعمي كوبري الجلاء ..
وكان هذا الكوبري هو محطة الانتقال لمدينة الزمالك .. التي اتخذها محمد علي باشا مقرًا للجيش …
ولكن قبل أن نبدأ جولتنا تعالوا معًا نتعرف علي معني كلمة زمالك فهي كلمه تركية تعني العش أو الكوخ ..
بدأت الجولة مرورًا بدار الأوبرا المصرية.. التي بنيت علي الطراز الإسلامي بمنحة يابانية..
ويقع أمام الدار تمثال لأحد الزعماء المصريين الكبار الذي قاد ثورة 1919 م
إنه الزعيم سعد زغلول..
ولد سعد باشا في محافظة كفر الشيخ وتوفي ودفن بالقاهرة.. بدأ حياته في الكتّاب ثم التحق بالأزهر الشريف.. وتولي منصب وكيل النائب العام ثم ترقي في سلك القضاء حتي وصل لرتبة قاضٍ…
ومن اللافت أنه أحد أبرز المساهمين في تأسيس النادي الأهلي.. استكملت رحلتي وعلي يميني ضفاف النيل الجميل مستمتعًا بالهواء البديع وهدوء القاهرة صباحًا … حتي عبرنا نفقًا صغيرًا نقلنا إلي مكان أثري آخر هو قصر عائشة فهمي … التي ترجمة السينما قصة حياتها كأول فيلم مصرى ناطق ..
بعد وفاة والدها اشترت عائشة فهمي نصيب إخوتها ليكون القصر ملكًا خالصًا لها … ثم تزوجت من الفنان يوسف وهبي عميد المسرح العربي.. قام يوسف وهبي بإنتاج فيلم عن قصة أسرة فهمي ..
بدأت المأساة عندما تزوج علي بك الأخ الأكبر لعائشة فهمي من راقصة فرنسية.. التي تعرف تاريخيًا باسم “مدام فهمي”.. أدي اختلاف العادات بينها وبين زوجها علي بك فهمي إلي وقوع المأساة الشهيرة..
حيث قتل علي فهمي بالرصاص علي يد زوجته … ولكي تتم المأساة فصولًا حكمت محكمة الأولد بيلي في لندن ببراءة الزوجة الفرنسية.. استوحي يوسف وهبي هذه القصة في فيلمه الأول “أولاد الذوات” الذي أدي لانفصاله عن زوجته عائشة فهمي شقيقة القتيل علي بك فهمي..
استكملت رحلتي فمررت بأحد الشوارع الرئيسية في الزمالك.. شارع 26 يوليو … حتي وصلنا إلي أحد المباني المميزة إنها عمارة ليبون.. التي تتسمي باسم المستثمر اليهودي الذي سمح له محمد علي باشا بالاستثمار في مصر.. فعمل علي إدخال الكهرباء للقاهرة .. وأيضًا إنارة شوارع الأسكندرية .. بعد أن كانت الإضاءة متوفرة فقط في قصور الأمراء إنتهت رحلتي في جزيرة الزمالك ..
وعلي موعد مع جولة سياحية تاريخيه جديدة علي أرض المحروسة…