اجتماع مجلس الأمن لمناقشة أزمة سد النهضة
عقد مجلس الأمن، التابع للأمة المتحدة، مساء اليوم الخميس، جلسة لمناقشة أزمة سد النهضة، ووجه مبعوث الأمم المتحدة بالتوصل إلى اتفاق ثلاثي في أزمة سد النهضة، خلال جلسة مجلس الأمن، التي دعت إليها مصر والسودان، تحت اسم الأمن والسلم في افريقيا؛ لبحث تداعيات أزمة سد النهضة.
واستعرض، في مستهل الجلسة، الجهود السابقة من أجل احتواء الأزمة، قائلا إنه رغم التوصيات السابقة، لم تتوصل الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا لأي اتفاق.
وأكد أن قضية سد النهضة شائكة، وأن هناك مخاوف بشأن ملء سد النهضة في سنوات الجفاف، مشددا على أنه من الضروري الاتفاق على آليات التشغيل والملء، بما يراعي مصالح الأطراف المعنية.
وأوضح أنه يجب أن تكون هناك طرق مرضية، وأن تتوصل الأطراف المعنية إلى اتفاق للتشغيل والملء.
ودعا المبعوث الأممي الخاص للقرن الإفريقي إلى مواصلة التفاوض لحل أزمة سد النهضة، قائلا “نرفض الإجراءات الأحادية الجانب، من قبل أي طرف، فهي لا تساعد في إيجاد حل تفاوضي”.
ولفت إلى أن هناك حاجة ماسة لخريطة طريق واضحة متفق عليها بشكل مشترك، تحدد الإطار الزمني والأهداف المحددة للمفاوضات؛ لاستئناف المحادثات في أقرب وقت ممكن، والاستمرار على أساس منتظم بعد ذلك.
شاهد البث المباشر لقناة إكسترا نيوز eXtra news Live Stream لاجتماع مجلس الأمن
تفاصيل اجتماع مجلس الأمن لمناقشة أزمة سد النهضة
تونس
شدد المنصف البعتي، مندوب تونس بمجلس الأمن الدولي، على حتمية وجود آلية تنسيق بين الدول المعنية بأزمة سد النهضة، مضيفا “لا نعتقد أن الوصول إلي حل بين الدول الثلاث أمر مستحيل”.
وتابع “على إثيوبيا أن تتوقف عن اتخاذ أية مواقف أحادية، ولا بد من تشجيع الدول الثلاث للتوصل إلى الاتفاق على استغلال موارد النهر دون الإضرار بمصالح وحقوق دولتي المصب مصر والسودان.
كينيا
وبينما أكد مندوب كينيا بمجلس الأمن أن قلق مصر والسودان من أضرار سد النهضة الإثيوبي هو أمر مشروع، إلا أنه دعا إلى عودة التفاوض من خلال الاتحاد الإفريقي.
الولايات المتحدة
وفي كلمتها، لفتت مندوبة الولايات المتحدة إلى أن القرن الإفريقي يمر حاليا بمرحلة عصيبة، موضحة أن الأشهر المقبلة سيكون لها تأثير على المدى الطويل على شعوب المنطقة، مؤكدة أن بلادها ملتزمة بحل الأزمات الإقليمية المتشابكة.
وأعربت عن استعداد بلادها لدعم جهود التعاون البنَّاء بين إثيوبيا ومصر والسودان؛ لتسوية الخلافات حول السد، مشيرة إلى أن الخلاف حول سد النهضة يمكن حله بشكل منصف.
ودعت إلى استئناف مفاوضات حقيقية على نحو عاجل، وألا تستند إلى إعلان المبادئ لعام 2015، لكنها عادت وأكدت أن تنعقد المفاوضات في إطار الاتحاد الإفريقي.
الصين
وقال ممثل الصين بمجلس الأمن إن مصر والسودان وإثيوبيا في مرحلة مهمة في المفاوضات، مقرًّا في ذات الوقت بأهمية نهر النيل لكسب سبل العيش للدول الثلاثة.
وطالب بالتعاون ومعالجة أي مشاكل عن طريق الحوار والمشاورات؛ كي يمكن للدول الثلاثة الاستفادة من النهر، ولكنه عاد وأكد أن الصين تؤمن أنه من خلال الجهود المشتركة يمكن استكمال السد، الذي قد يصبح مشروعا تنمويا يعزز الثقة المتبادلة والتعاون.
وأضاف أن الصين تلي السد أهمية قصوى، وتقدر توقيع الدول الثلاثة على إعلان المبادئ في عام 2015، كما تقدر الدور الذي لعبه الاتحاد الأفريقي في هذا الصدد.
المكسيك
وأقرَّ مندوب المكسيك في كلمته بأهمية النيل لكسب سبل العيش وتحقيق الرفاهية لشعوب الدول الثلاثة، وقال إننا نتفهم أن هذه المسألة قد ينظر إليها من مناظير ثلاثة، سياسية واقتصادية وأمنية؛ يجب أن نراعي هذه الجوانب.
وأبدى أسفه الشديد لفشل المساعي للتفاوض تحت إطار الاتحاد الإفريقي، لافتا إلى أن النزاع قد يفاقم من التوترات في العلاقات بين الدول الثلاثة.
الهند
وشدد مندوب الهند على أن استخدام مياه النيل يجب أن يحقق المصالح المشتركة لدول المنبع والمصب، في إطار اتفاق المبادئ الذي تم توقيعه بين الدول الثلاث.
فيتنام
أما مندوب فيتنام فأكد على أهمية تعزيز دور القانون الدولي في استخدام المجاري المائية العابرة للحدود، من خلال تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة المعنية في هذا الشأن.
وطالب في ظل الوضع الهش حاليًّا في المنطقة بمحافظة الأطراف المعنية على مبدأ تسوية النزاعات بالسبل السلمية والمفاوضات الحقيقية لا الوهمية، والاتسام بحسن الجوار.
إستونيا
بينما كشف مندوب إستونيا عن اعتقاده بأن حل أزمة سد النهضة لن يكون سهلا، مؤكدا في نفس الوقت رفض أي حل أو تصرف فردي، ومشددا على أهمية الحل السلمي لأزمة سد النهضة الإثيوبي.
فرنسا
أما مندوب فرنسا ورئيس المجلس لشهر يوليو، فقال إن الدول الثلاثة تقدمت إلي مجلس الأمن؛ لتجنب التصعيد فيما بينها، وطالب الدول الثلاثة بتقديم الإرادة السياسية لتسوية النزاع، محذرا من أن ملء السد بشكل منفرد هو سبب القلق الكبير لدى مصر والسودان.
ولفت إلى أنه بعد 10 أعوام من المفاوضات تبددت الثقة بين مصر والسودان وإثيوبيا.
واستعرض الوضع الداخلي للدول الثلاثة، فالسودان تسعى للتحول الديمقراطي، ومصر تحاول تلبية احتياجات شعبها، أما إثيوبيا فتشهد توترات داخلية، خاصة في إقليم تيجراي.
واختتم بدعوة البلدان لإثبات إرادتها السياسية، من خلال حل الخلاف عبر الحوار، وتفادي أي تدابير قد تعرقل المفاوضات، في إطار الاتحاد الإفريقي.